ارتفعت وتيرة الاقتحامات الإسرائيلية لمحافظات الضفة الغربية بالتزامن مع انطلاق العملية العسكرية للسيطرة على مدينة غزة، التي تعتبرها إسرائيل أحد آخر معاقل حركة حماس داخل القطاع.

وفي الضفة الغربية، تسود حالة من التوتر في ظل توسيع إسرائيل عملياتها ضد ما تصفه بـ"البؤر الإرهابية"، وتحذيرها من أنها ستتعامل بحزم مع المبادرات الشعبية الرامية إلى تشكيل لجان دفاع محلية، خاصة بعد تصاعد اعتداءات المستوطنين.

وبحسب مصادر محلية، فإن الدعوات إلى تشكيل هذه اللجان تنطلق من حاجة المجتمعات الفلسطينية إلى حماية أنفسهم وممتلكاتهم في ظل غياب الحلول السياسية المستدامة. إلا أن التجارب السابقة تشير إلى أن أي مظهر للتنظيم الشعبي المسلح يُواجَه عادة بعمليات عسكرية واسعة النطاق.

ويحذّر المحلل السياسي الفلسطيني حسن سوالمة من أن هذه الدعوات قد تؤدي إلى ردود فعل إسرائيلية أكثر عنفًا، يدفع ثمنها المدنيون والبنية التحتية. وأوضح أن إسرائيل تعتبر مثل هذه المبادرات تهديدًا أمنيًا مباشرًا يمنحها مبررًا لتكثيف الاقتحامات والعمليات داخل المدن والبلدات الفلسطينية، وغالبًا ما يترافق ذلك مع تدمير واسع للطرق والمباني وشبكات الخدمات العامة، في وقت تكافح فيه البلديات لإعادة تأهيل ما دُمّر خلال الأشهر الماضية.

وفي السياق ذاته، حذّر خبراء أمنيون إسرائيليون من أن استمرار اعتداءات المستوطنين ضد الفلسطينيين في الضفة قد يقود إلى انفجار أمني واسع. وأكد رئيس جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك) رونين بار في تقارير داخلية أن عنف مجموعات المستوطنين، خاصة ما يُعرف بـ"شباب التلال"، خرج عن السيطرة وأصبح يشكل "مشكلة أمنية خطيرة" تستوجب المعالجة الفورية.

كما أشار مسؤولون سابقون في الأجهزة الأمنية الإسرائيلية إلى أن تجاهل الحكومة لهذه الاعتداءات يمنح المستوطنين شعورًا بالإفلات من العقاب، ويزيد من احتمالية اندلاع موجة تصعيد قد تمتد آثارها إلى مناطق أخرى وتضاعف التوترات القائمة.

قلق شعبي متزايد

ويعيش سكان الضفة الغربية حالة من القلق، وسط تحذيرات من أن تتكرر مشاهد الدمار التي شهدتها غزة في بعض المناطق الفلسطينية. ويؤكد مراقبون أن استمرار دوامة التصعيد سيؤدي إلى استنزاف الموارد المالية والطاقات المحلية، ما يجعل جهود الإعمار عرضة للإجهاض المتكرر.

ويشير سوالمة إلى أن الفلسطينيين يجدون أنفسهم أمام معادلة معقدة: فمن جهة يسعون إلى تأمين الحماية المجتمعية في مواجهة اعتداءات المستوطنين، ومن جهة أخرى يواجهون خطر أن تُستخدم هذه المبادرات ذريعة لتوسيع العمليات